فى منزل عهدت في عراصه، ... لو ردّ معهودا بكاء عاهد،
كواعبا من الدّمى لواعبا ... مشبهة الثّغور لا القلائد.
يمشين من فرط النّعيم والصّبا ... كالقضب الموائل الموائد.
فيهنّ ظبى علق القلب به ... من الظّباء النّفر الشوارد.
إذا تبدّى مرض بطرفه، ... لم يخل من أفئدة عوائد.
رميته، فصادنى. فمن رأى ... صيدا يمرّ بفؤاد الصائد؟
قطعت من قلبى رجائى في الهوى! ... والقطع طبّ كلّ عضو فاسد!
وقال أبو القاسم عبد الله الدينورىّ، شاعر اليتيمة:
يا لعصر الخلاعة المودود ... ولظلّ الشّبيبة الممدود!
وارتشافى الرّضاب من برد الثّغ ... ر ولثمى عليه ورد الخدود!
وبكورى إلى مجالس علم ... ورواحى إلى كواعب غيد!
فى قميص من السّرور مذال ... ورداء من الشّباب جديد!
وقال تاج الملوك بن أيوب:
ألّا رحمتم متيما دنفا ... ما زال من جوركم بكم عائذ!
صبّا قضى الله أن يهيم بكم ... ولا مردّ لحكمه النافذ!
يلوذ حبّا دون الأنام بكم ... وحسبه أنه بكم لائذ!
وقال فخر الدين الوركانى، شاعر الخريدة:
أأحبابنا أمّا حياتى بعدكم ... فموت، وأما مشربى فمنغّص
وأسعد شىء فيّ قلبى لأنّه ... لديكم، وجسمى بالبعاد مخصّص!