للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما أعربت والله عن وجدى بكم ... وصبابتى إلّا دموعى المهمله.

جزتم مداكم في قطيعتكم، فلا ... عطف لعائدكم يرام، ولا صله.

أألومكم في هجركم وصدودكم، ... ما هذه في الحبّ منكم أوّله!

قسما بكم، قد حرت مما أشتكى! ... حسبى الدّجى، فعدمته ما أطوله!

ليلى كيوم الحشر معنى إن يكن ... لا ليل ذاك له، فذا لا صبح له.

يا سائلى من بعدهم عن حالتى! ... ترك الجواب جواب هذى المسأله!

حالى إذا حدّثت لا لمعا ولا ... جملا لإيضاحى لها من تكمله [١] .

عندى جوى يذر الفصيح مبلّدا: ... فاترك مفصّله! ودونك مجمله [٢] !

القلب ليس من الصّحاح فيرتجى ... إصلاحه، والعين سحب مثقله [٣] .

يا نازحين، وفي أكلّة عيسهم ... رشأ عليه حشا المحبّ مقلقله!

قمر له في الطّرف بل في القلب بل ... فى النّثرة الحصداء أشرف منزله [٤] .

الصّدغ منه عقرب، ولحاظه ... أسد، وخلف الظّهر منه سنبله [٥] .

ما أجور الألحاظ منه إذا رنا! ... وإذا انثنى، فقوامه ما أعدله!

لو لم يصب صدغيه عارض خدّه، ... ما أصبحت في عارضيه مسلسله.

لله منه مهفهف أجنيته ... عسل الهوى فجنيت منه حنظله!

لو كنت فيه قبلت نصح عواذلى، ... ما أدبرت أيام حظّى المقبله!


[١] إشارة إلى الكتب الشهيرة: اللمع، الجمل، الإيضاح، التكملة. وكلها في علم العربية.
[٢] يشير إلى «الفصيح» لثعلب، و «المفصل» للزمخشرىّ، و «المجمل» لابن فارس. وكلها كتب في اللغة.
[٣] الاشارة إلى «للصحاح» للجوهرى، و «العين» للخليل بن أحمد. وهما من كتب اللغة.
[٤] يشير إلى بعض منازل القمر، وهى: الطرفة، والقلب، والنثرة.
[٥] يشير إلى بعض البروج، وهى: العقرب، والأسد، والسنبلة.