سألبس للأيّام درعا من العزا، ... وإن لم يكن عند اللّقا بحصين.
وكيف، ولى قلب إذا هبّت الصّبا ... أهاب بشوق في الضّلوع دفين؟
وقال آخر:
هزّوا القدود وجرّدوا الأجفانا! ... فاطلب لنفسك، إن قدرت أمانا.
والق السّلاح إذا انثنوا وإذا رنوا؛ ... وكن الجبان وإن ملكت جنانا.
واحذر ضراما بالعيون، وسل به ... مثلى، وجانب بالقدود طعانا.
فلقد رأيت الأسد وهى كواسر ... تخشى بمعترك الهوى الغزلانا.
لا تعبثنّ بذابل وبباتر! ... وخف المهفهف واحذر الوسنانا!
لولا تشابه مقلة أو قامة، ... ما خفت يوما صعدة وسنانا.
وأنا الّذى حضر الوقائع في الهوى ... وأقام في أسر الغرام زمانا.
ولكم رأيت به الشّدائد مرّة! ... ولكم رأيت به الممات عيانا!
وثبتّ بين معاطف ولواحظ ... فى موقف يذر الشّجاع جبانا!
مستسلما للعشق: لا مستصرخا ... صبرا، ولا مستنجدا سلوانا.
أرجو الشهادة إن قتلت به، وما ... ولّيت فيه ولا ثنيت عنانا.
يا ويح قلب ما خلا من شغله ... بصبابة ومحبّة مذكانا!
لو فتّشوه لما لقوا لسوى الهوى ... فيه ولا غير الغرام مكانا.
وقال التلعفرىّ:
هذا العذول عليكم، مالى وله؟ ... أنا قد رضيت بذا الغرام وذا الوله!
شرط المحبة أنّ كلّ متيّم ... صبّ يطيع هواه، يعصى عذّله.
وأخذتمونى حين سار بحبّكم ... مثلى، ومثلى سرّه لن يبذله!