فتمنّيت أن تكون بعيدا، ... والذى بيننا من الودّ باق!
ربّ هجر يكون من خوف هجر ... وفراق يكون خوف فراق!
وأرى هذا كلّه على سبيل التعلل ليس إلا، وإنما الفراق لا شكّ في إيلامه للقلوب.
قال بعض الشعراء:
فلم لا تسبل العبرات منّى، ... ولست على اليقين من التّلاقى؟
فلا وأبيك، ما أبصرت شيئا ... أمرّ على النّفوس من الفراق!
وقال آخر:
يا ربّ، باعد بين جفنى والكرى ... مادام من أهواه في هجرانى!
إنّى لأخشى أن أنام فألتقى ... بخياله، خوف الفراق الثانى!
فارقته وبودّى لو تفارقنى ... روح الحياة، وأنّى لا أفارقه!
وقال أبو تمام:
الموت عندى والفرا ... ق: كلاهما ما لا يطاق!
يتعاونان على النفو ... س: فذا الحمام وذا السّياق!
لو لم يكن هذا كذا، ... ما قيل: موت أو فراق!
وقال غريب بن سعيد شاعر «اليتيمة» :
ألان يوم الفراق قسوته ... حتّى جرى دمعه وما شعرا.
فخلت ما سال من مدامعه ... درّا على وجنتيه منتثرا.
لم يبك شوقا، لكن بكى جزعا ... لهول يوم الفراق إذ حضرا.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute