للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فى مشهد لو أطاق شاهده ... فيه استتارا لوجهه، سترا.

أبى أساه وفيض أدمعه ... إلا اشتهارا في الحبّ، فاشتهرا.

وقال أحمد بن محمد بن عبد ربه:

هيّج البين دواعى سقمى، ... وكسا جسمى ثوب الألم!

أيّها البين، أقلنى مرّة ... فإذا عدت، فقد حلّ دمى.

يا خلىّ الرّوع، نم في غبطة! ... إنّ من فارقته لم ينم.

ولقد هاج لقلبى سقما ... ذكر من لو شاء، داوى سقمى.

وقال آخر:

بكت وبكيت لوشك الفراق؛ ... فقف، تر من مد معينا العجب!

فذا فضّة في عقيق جرى، ... وهذا عقيق جرى في ذهب!

وقال آخر:

قلت له والرّقيب يزعجه ... مستعجلا للفراق: أين أنا؟

فمدّ كفّا إلى ترائبه ... وقال: كن آمنا، فأنت هنا!

وقال آخر:

قد قلت إذ سار السّفين به، ... والشّوق ينهب مهجتى نهبا:

لو كان لى ملك أصول به، ... «لأخذت كلّ سفينة غصبا»

وقال كشاجم:

مزجت دموع العين م ... نّى يوم بانوا بالدّما.

فكأنّما مزجت بخدّ ... ى مقلتى خمرا بما!