وقال لهم:
فلقد تحدّر من جبين فتاتكم ... عرق على ظهر الفراش وطيب!
وهو الذى مدح نفسه بقوله:
إن كنت عبدا، فنفسى حرّة كرما؛ ... أو أسود اللون، إنى أبيض الخلق!
ولم أورد هذه الواقعة هنا لأنه موضعها من كل وجه، وإنما الشىء بالشىء يذكر.
وقال شاعر:
لو لم تكن حمّاه مشغوفة ... تعشقه طورا وتهواه،
ما عانقبت إذ أقبلت جسمه ... وقبّات إذ فارقت فاه!
وقال آخر:
لو كان كلّ مريض ... يزداد مثلك حسنا،
لكان كلّ صحيح ... يودّ لو كان مضنى!
وقال محمد بن العباس الخوارزمىّ، من شعراء «اليتيمة» :
ولى من أمّ ملدم كلّ يوم ... ضجيع لا يلذّ له منام!
مقبّلة وليس لها ثنايا، ... معانقة وليس لها التزام!
كأنّ لها ضرائر من غذائى، ... فيغضبها شرابى والطّعام.
إذا ما صافحت صفحات جسمى، ... غدا ألفا وأمسى وهو لام.
ومما يناسب هذا الفصل ما قيل في شرب الدواء، فمن ذلك قول أبى تمام:
أعقبك الله صحّة البدن، ... ما هتف الهاتفات في الغصن.
كيف وجدت الدّواء؟ أوجدك الله ... شفاء به مدى الزّمن!
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute