للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسعيد بن العاص ومن معهم من أبناء الصّحابة، واجتلدوا فزجرهم عثمان، وقال: أنتم فى حلّ من نصرتى، فأبوا، ففتح الباب ليمنعهم، فلمّا خرج ورآه المصريّون رجعوا، فركبهم هؤلاء، وأقسم عثمان على الصّحابة ليدخلنّ، فدخلوا، فأغلق الباب دون المصريّين فثاروا إلى الباب، وجاءوا بنار، فأحرقوا السّقيفة التّى على الباب، وثار بهم أهل الدار، وعثمان يصلّى، قد افتتح طه، فما شغله ما سمع حتّى أتى عليها، فلمّا فرغ جلس إلى المصحف فقرأ: الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وَقالُوا: حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ

[١] قال: ثمّ قال عثمان للحسن: إن أباك الآن لفى أمر عظيم من أمرك، فأقسمت عليك لما خرجت عليه، فتقدّموا فقاتلوا، ولم يستمعوا قوله، فبرز المغيرة بن الأخنس بن شريق الثّقفىّ حليف بنى زهرة وكان تعجّل الحج فى عصابة لينصروا عثمان وهو معه فى الدار، وارتجز.

قد علمت ذات القرون الميل ... والحلى والأنامل الطّفول

لتصدقن بيعتى خليلى ... بصارم ذى رونق مصقول

لا أستقيل إذ أقلت قيلى

وحكى أبو عمر [٢] أنّ المغيرة بن الأخنس قال لعثمان حين أحرقوا بابه:

والله لا قال الناس عنّا: إنّا خذلناك، وخرج بسيفه وهو يقول:

لمّا نهّدمت الأبواب واحترقت ... تيمّمت منهنّ بابا غير محترق


[١] سورة آل عمران ١٧٣.
[٢] الاستيعاب ١٤٤٤.