للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفريقين هوى، فرموا فى الأخرى بالحجارة. وأمرت عائشة أصحابها فتيامنوا، حتّى انتهوا إلى مقبرة بنى مازن، فوقفوا بها مليّا [١] ، وثاب إليهم الناس، فحجز الليل بينهم. ورجع عثمان إلى القصر، ورجع الناس إلى قبائلهم، وأتى أصحاب عائشة إلى ناحية دار الرزق [وباتوا يتأهبّون، وبات الناس يأتونهم، واجتمعوا بساحة دار الرزق [٢]] .

وأصبح عثمان فغاداهم [٣] ، وخرج حكيم، فاقتتلوا قتالا شديدا من حين بزغت الشمس إلى أن زالت، وقد كثر القتل فى أصحاب ابن حنيف، وفشت الجراحة فى الفريقين، ومنادى عائشة يناشدهم ويدعوهم إلى الكفّ، فيأبون، حتّى إذا مسّهم الشرّ وعضّتهم الحرب نادوا أصحاب عائشة إلى الصلح، فأجابوهم: وتداعوا [٤] وكتبوا بينهم كتابا [٥] على أن يبعثوا رسولا إلى المدينة يسأل أهلها،


[١] مليا: زمنا طويلا.
[٢] سقطت هذه العبارة من النسخة (ك) وثبتت فى النسخة (ن) .
[٣] غاداهم: أتاهم أفى وقت الغداة.
[٤] كذا فى المخطوطة، أى: دعا بعضهم بعضا. وعند الطبرى «تواعدوا» . وعند ابن الأثير «توادعوا» .
[٥] الكتاب- كما ذكره ابن جرير وغيره- هو: «بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما اصطلح عليه طلحة والزبير ومن معهما من المؤمنين والمسلمين، وعثمان بن حنيف ومن معه من المؤمنين والمسلمين، أن عثمان يقيم حيث أدركه الصلح على ما فى يده، وأن طلحة والزبير يقيمان حيث أدركهما الصلح على ما فى أيديهما، حتى يرجع أمين الفريقين ورسولهم كعب بن سور من المدينة، ولا يضار واحد من الفريقين الآخر فى مسجد ولا سوق ولا طريق ولا قرضة، بينهم عيبة مكفوفة، حتى يرجع كعب الخبر، فان رجع بأن القوم أكرهوا طلحة والزبير فالأمر أمرهما، وإن شاء عثمان خرج حتى يلحق بطيته وإن شاء دخل معهما، وإن رجع أنهما لم يكرها فالأمر أمر عثمان، فان شاء طلحة والزبير أقاما على طاعة على وإن شاءا خرجا حتى يلحقا بطيتهما، والمؤمنون أعوان الفالج منهما» .