للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بجنب [١] درع أحمر فجذبه وحمله على عاتقه ثم ضرب به الأرض فكسر منكبيه وعضديه.

قال: ولما دنا منه أهل الشام قال له الحسن رضى الله عنه: ما ضرّك لو سعيت حتّى تنتهى إلى هؤلاء القوم من أصحابك؟ فقال: يا بنىّ إنّ لأبيك يوما لا يعدوه ولا يبطىء به عنه السّعى، ولا يعجّل به إليه المشى، إنّ أباك والله لا يبالى أوقع على الموت أم وقع الموت عليه! قال: ولما وصل إلى ربيعة نادى بصوت عال كغير المكترث لما فيه الناس: لمن هذه الرايات؟ قالوا: رايات ربيعة. قال: بل رايات عصم الله أهلها، فصبّرهم وثبّت أقدامهم ... وقال لحضين [٢] بن المنذر: يا فتى ألا تدنى رايتك هذه ذراعا؟ قال؛ والله عشرة أذرع. فأدناها حتّى قال علىّ رضى الله عنه: حسبك مكانك.

قال ولمّا انتهى علىّ إلى ربيعة تنادوا بينهم: إن أصيب فيكم أمير المؤمنين وفيكم رجل حىّ افتضحتم فى العرب! فقاتلوا قتالا شديدا ما قاتلوا مثله، فلذلك قال على رضى الله عنه [٣] :

لمن راية سوداء [٤] يخفق ظلّها ... إذا قيل «قدّمها حضين» تقدّما


[١] كذا جاء فى المخطوطة، وجاء فى الكامل ج ٣ ص ١٥٢: «بجيب» ، وعند ابن أبى الحديد ج ١ ص ٤٨٧: «فى جيب» .
[٢] كذا جاء (حضين) بالنون عند الطبرى وابن الأثير وابن أبى الحديد وغيرهم، وجاء فى المخطوطة: «حضير» .
[٣] قال ابن أبى الحديد: «أقبل الحضين بن المنذر يومئذ وهو غلام يزحف برأيه ربيعة- وكانت حمراء- فأعجب عليا عليه السلام زحفه وثباته فقال: ... »
[٤] كذا جاء فى المخطوطة مثل تاريخى الطبرى وابن الأثير والكامل للمبرد ومروج الذهب وجمهرة أنساب العرب ولسان العرب (ح ض ن) . وجاء فى شرح ابن أبى الحديد: «حمراء» .