للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بهم قال: ازحفوا قيد هذا القوس. فإذا فعلوه سألهم مثل ذلك، حتّى ملّ أكثر الناس الإقدام، فلما رأى الأشتر ذلك دعا بفرسه فركبه وترك رايته مع حيان بن هوذة النّخعى، وخرج يسير فى الكتائب ويقول: من يشرى [١] نفسه ويقاتل مع الأشتر [حتّى] [٢] يظهر أو يلحق بالله؟ فاجتمع إليه جمع كثير، فيهم حيّان بن هوذة النخعى وغيره، فرجع بهم إلى المكان الذى كان فيه، وقال لهم: «شدّوا شدّة- فدى لكم خالى وعمّى- ترضون بها الربّ، وتعزّون بها الدين» ثمّ نزل فضرب وجه دابّته، وقال لصاحب رايته: أقدم بها.

وحمل بالقوم [٣] فضرب أهل الشام حتّى انتهى بهم إلى عسكرهم، فقاتلوه عند العسكر قتالا شديدا، وقتل صاحب رايته، فلمّا رأى علىّ الظّفر من ناحيته أمدّه بالرجال.

فقال عمرو لوردان [٤] : تدرى ما مثلى ومثلك ومثل الأشتر؟

قال: لا. قال «كالأشقر إن تقدّم عقر وإن تأخّر عقر [٥] ! لئن تأخّرت لأضربنّ عنقك!» قال: أما والله يا أبا عبد الله لأوردنّك حياض الموت ضع يدك على عاتقى. ثم جعل يتقدّم ويتقدم [٦] ويقول:

والله لأوردنّك حياض الموت. واشتد القتال.

فلمّا رأى عمرو أنّ أمر أهل العراق قد اشتدّ، وخاف الهلاك،


[١] كذا جاء فى النسخة (ن) ، وجاء فى النسخة (ك) : «يشترى» .
[٢] الزيادة من ابن جرير.
[٣] كذا جاء فى النسخة (ن) ، وجاء فى النسخة (ك) : «وحمل على القوم» .
[٤] وردان: مولى عمرو بن العاص.
[٥] عند ابن جرير: «نحر» .
[٦] كذا جاء فى المخطوطة. وجاء عند ابن جرير: «ثم جعل يتقدم وينظر إليه أحيانا» .