للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما رفعوها إلا خديعة ووهنا [١] ومكيدة!» فقالوا له: لا يسعنا أن ندعى إلى كتاب الله فنأبى أن نقبله! فقال لهم علىّ رضى الله عنه:

«فإنّى إنما أقاتلهم ليدينوا بحكم الله [٢] ، فإنهم قد عصوا الله فيما أمرهم، ونسوا عهده، ونبذوا كتابه!» . فقال مسعر بن فدكىّ التميمى وزيد بن حصين الطائى فى عصابة من القراء الذين صاروا خوارج بعد ذلك: «يا على، أجب إلى كتاب الله عز وجل إذ دعيت [إليه] [٣] ، وإلا دفعناك [٤] برمّتك [٥] إلى القوم أو ونفعل بك كما فعلنا بابن عفان!» : قال: «فاحفظوا عنّى نهيى إياكم، واحفظوا مقالتكم لى، [فإن تطيعونى فقاتلوا، وإن تعصونى فاصنعوا] [٦] ما بدالكم!» .

قالوا: ابعث إلى الأشتر فليأتك. فبعث علىّ يزيد بن هانئ إلى الأشتر يستدعيه، فقال: «ليست هذه الساعة بالساعة التى ينبغى لك أن تزيلنى [فيها] [٧] عن موقفى، إنى رجوت أن يفتح الله لى!» .


[١] عند ابن جرير: «ودهنا» والدهن: إظهار خلاف المضمر.
[٢] فى الكامل لابن الأثير ج ٣ ص ١٦١ «الكتاب» ، وفى تاريخ ابن جرير «هذا الكتاب» ، وفى شرح ابن أبى الحديد لنهج البلاغة: «القرآن» .
[٣] ثبتت فى النسخة (ن) ، وسقطت من (ك) .
[٤] عند ابن جرير: «ندفعك» .
[٥] الأصل فى هذا التعبير أن يقال عند تسليم الأسير ونحوه، والرمة: قطعة حبل يشد بها الأسير، أى: يسلمونه إليهم بالحبل الذى شد به تمكينا لهم منه، ثم اتسع فيه حتى قالوا أخذت الشىء برمته، أى: كله.
[٦] كذا جاء فى الكامل لابن الأثير، وفى تاريخ ابن جرير قريب منه، وجاء فى المخطوطة: «افعلوا» دون بقية الجملة الشرطية.
[٧] الزيادة من ابن جرير.