للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رضى الله عنه: من أشقى الأولين؟: قال: الذى عقر الناقة. قال: فمن أشقى الآخرين؟ قال؟ لا أدرى. قال: «الذى يضربك على هذا»

يعنى يافوخه، «فيخضب هذه» يعنى لحيته.

وعن ثعلبة الجمانى قال: سمعت على بن أبى طالب رضى الله عنه يقول: والذى فلق الحبّة وبرأ النّسمة لتخضبن هذه (يعنى لحيته) من دم هذا (يعنى رأسه)

وروى النسائى من حديث عمار بن ياسر عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: أشقى الناس الذى عقر الناقة والذى يضربك على هذا

- ووضع يده على رأسه- حتى تخضب هذه، (يعنى لحيته) وعن ابن سيرين عن عبيدة قال: كان على بن أبى طالب رضى الله عنه إذا رأى ابن ملجم قال [١] :

أريد حياته [٢] ويريد قتلى ... عذيرك [٣] من خليلك من مراد


[١] قال على رضى الله عنه هذا البيت متملا به، وهو من قصيدة لعمرو بن، معديكرب الزبيدى قالها لابن أخته قيس بن مكشوح المرادى، وكان بينهما تباعد وتنافس فكان مما قاله قيس:
فلولا قيتنى لا قيت قرنا ... وودعت الأحبة بالسلام
ومما قاله عمرو بن معد يكرب:
نمنانى ليلقانى قييس ... وددت وأينما منى ودادى
«قييس» تصغير «قيس» . ويروى «أبى» .
أريد حياته ويريد قتلى ... عذيرك من خليلك من مراد
ولو لاقيتنى ومعى سلاحى ... تكشف شحم قلبك عن سواد
وقوله (أريد حياته ويريد قتلى) مما كثر التمثل به وإدخاله فى الشعر، فقد تمثل به عبيد الله بن زياد كما سيأتى وتمثل به غيرهما.
[٢] هكذا جاء فى بعض الروايات، وجاء فى بعض الروايات «حباءه» والحباء: العطية، قال البغدادى فى خزانة الأدب ج ٤ ص ٢٨١: «يقول: أريد نفعه وحباءه مع إرادته قتلى وتمنيه موتى فمن يعذرنى منه؟
ويروى: أريد حياته» .
[٣] فى خزانة الأدب: البيت من شواهد سيبويه: قال الأعلم: الشاهد فيه نصب عذيرك ووضعه موضع الفعل بدلا منه، والمعنى هات عذرك، والتقدير: اعذرنى منه عذرا، واختلف فى العذير، فمنهم من جعله مصدرا بمعنى العذر، وهو مذهب سيبويه، ومنهم من جعله بمعنى عاذر كعليم وعالم» . وانظر سيبوية ومعه الأعلم فى الكتاب ج ١ ص ١٣٩.