للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما فيه، حتّى نازعوه بساطا كان تحته، وأخذوا رداءه من ظهره، ووثب عليه رجل من الخوارج من بنى أسد يقال له ابن أقيصر [١] بخنجر مسموم فطعنه به فى أليته، ووثب الناس على الأسدى فقتلوه.

فازداد لهم بغضا ومنهم ذعرا، ودخل المقصورة البيضاء بالمدائن [٢] ، وكان الأمير على المدائن سعد بن مسعود الثقفى، عم المختار بن أبى عبيد، فقال له المختار وهو شاب: هل لك فى الغنى والشرف؟ قال: وماذاك؟ قال: تستوثق [٣] من الحسن وتستأمن به إلى معاوية. فقال له عمه: «عليك لعنة الله! أثب على ابن بنت رسول الله وأوثقه؟ بئس الرجل أنت!» فلما رأى الحسن رضى الله عنه [تفرق الناس عنه] [٤] كتب إلى معاوية وشرط شروطا، وقال: إن أعطيتنى هذا فأنا سامع مطيع، وعليك أن تفى لى به. وقال لأخيه الحسين وعبد الله ابن جعفر: إننى قد أرسلت إلى معاوية فى الصلح. فقال له الحسين: أنشدك الله أن لا تصدّق أحدوثة معاوية وتكذّب أحدوثة أبيك! فقال له الحسن:

اسكت أنا أعلم بالأمر منك.


[١] كذا جاء فى المخطوطة، وجاء فى مقاتل الطالبين ص ٦٤: فقام إليه رجل من بنى أسد من بنى نصر بن قعين يقال له «الجراح بن سنان» فلما مر فى مظلم ساباط قام إليه فأخذ بلجام بغلته وبيده معول، ثم طعنه، فوقعت الطعنة فى فخذه ... الخ، ويشبهه ما جاء فى جمهرة أنساب العرب ص ١٨٤ حيث ذكر ابن حزم بنى نصر بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد ومنهم «جراح بن سنان الذى وجأ الحسن بن على رضى الله عنه بالحنجر فى مظلم ساباط» .
[٢] وأقام عند أميرها يعالج نفسه.
[٣] كذا جاء فى المخطوطة مثل الكامل لابن الأثير، وفى تاريخ ابن جرير:
«توثق الحسن» .
[٤] ثبتت هذه العبارة فى النسخة (ن) ، وسقطت من النسخة (ك) .