ما إن أبالى إذا أرواحنا قبضت ... ماذا فعلتم بأوصال وأبشار
تجرى المجرّة والنّسران عن قدر ... والشمس والقمر السارى بمقدار
وقد علمت وخير القول أنفعه ... أنّ السعيد الّذى ينجو من النار
ثم خرج حوثرة بن وداع، وذلك أنه لمّا قتل ابن أبى الحوساء اجتمع الخوارج فولّوا أمرهم حوثرة بن وداع بن مسعود الأسدى، فقام فيهم، فعاب فروة بن نوفل فى شكّه فى قتال علىّ رضى الله عنه، ودعا الخوارج وساربهم من براز الرّوز- وكان بها- حتّى قدم النّخيلة فى مائة وخمسين، وانضمّ إليهم فلّ ابن أبى الحوساء، وهم قليل.
فدعا معاوية أبا حوثرة فقال له: اخرج إلى ابنك لعله يرقّ إذا رآك. فخرج إليه وكلّمه وناشده وقال له: ألا آتيك بابنك لعلك إذا رأيته كرهت فراقه! فقال: أنا إلى طعنة برمح من يد كافر أتقلب فيه ساعة أشوق منّى إلى ابنى! فرجع أبوه فأخبر معاوية بمقالتة.
فسيّر إليه عبد الله بن عوف بن أحمر [١] فى ألفين، وخرج أبو حوثرة فيمن خرج، فدعا ابنه إلى البراز، فقال له: يا أبت لك فى غيرى سعة.
[١] كذا جاء فى المخطوطة وجاء فى الكامل لابن الأثير ج ٣ ص ٢٠٦: «عبد الله ابن عوف الأحمر» .