للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يستخلف أحدا، فارتضى الناس أبا بكر. قال: ليس فيكم مثل أبى بكر وأخاف الاختلاف. قالوا:

«صدقت فاصنع كما صنع أبو بكر، فإنه عمد إلى رجل من قاصية قريش ليس من بنى تيم [١] فاستخلفه، أو كما صنع عمر، جعل الأمر شورى فى ستة نفر، ليس فيهم أحد من ولده ولا من بنى أبيه» .

قال معاوية: هل عندك غير هذا؟ قال: لا، قال: فأنتم؟ قالوا:

قولنا قوله: قال «فإنى أحببت أن أتقدم إليكم، إنه قد أعذر من أنذر، إنى كنت أخطب، فيقوم إلى القائم منكم فيكذّبنى على رؤوس الناس، فأحمل ذلك وأصفح، وإنّى قائم لمقالة فأقسم بالله لئن ردّ علىّ أحد منكم كلمة فى مقامى هذا لا ترجع إليه كلمة غيرها حتّى يسبقها السيف إلى رأسه، فلا يبقينّ رجل إلا على نفسه!» .

ثم دعا صاحب حرسه حضرتهم فقال له: أقم على رأس كل رجل من هؤلاء رجلين، ومع كل واحد سيف، فإن ذهب رجل منهم يرد علىّ كلمة بتصديق أو تكذيب فليضرباه بسيفيهما.

ثم خرج وخرجوا معه حتى رقى المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:

«إن هؤلاء الرّهط سادة المسلمين وخيارهم، لا يبرم [٢] أمر دونهم ولا يقضى إلّا عن مشورتهم، وإنهم قد رضوا وبايعوا ليزيد، فبايعوا على


[١] يعنى أن أبا بكر لم يستخلف أحدا من أولاده ولا أقاربه بنى تيم، فقد كان أبو بكر بن أبى قحافة بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة، ولكنه استخلف عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرظ بن رزاح بن عدى، فعمر عدوى، وأبو بكر تيمى.
[٢] انظر العقد الفريد ج ٤ ص ٣٧٢، وفى المخطوطة «لا يبتز» .