للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فمادت الأرض أو كادت تميد بنا ... كأنّ ثهلان [١] من أركانه انقلعا

أودى ابن هند [٢] وأودى المجد يتبعه ... كانا جميعا وظلّا يسريان معا

لا يرفع الناس ما أوهى [٣] وإن جهدوا ... أن يرفعوه، ولا يوهون ما رفعا

أغرّ أبلج [٤] يستسقى الغمام به ... لو قارع الناس عن أحلامهم قرعا

والبيتان [٥] الأخيران للأعشى.

قال: فلمّا وصل إليه وجده مغمورا فأنشأ يقول:

لو عاش حىّ إذا لعاش إما ... م الناس لا عاجز ولا وكل [٦]

الحوّل القلّب الأريب [٧] ولن ... يدفع ريب المنيّة الحيل


[١] ثهلان: جبل.
[٢] أودى: هلك. وهند: أم معاوية.
[٣] أوهاه: أضعفه وأسقطه.
[٤] الأغر: السيد الشريف فى قومه. والأبلج: الذى يكون طلق الوجه مضيئه.
[٥] هذا من قول الإمام الشافعى كما فى الاستيعاب ج ٣ ص ٣٩٩ وهما البيتان ٧٢، ٥١ من عينيه الأعشى فى ديوانه ص ١١١، ١٠٧ وجاء أولهما بلفظ:
لا يرفع الناس ما أوهى وإن جهدوا ... طول الحياة ولا يوهون ما وقعا
وجاء ثانيهما بلفظ:
أغر أبلج يستسقى الغمام به ... لو صارع الناس عن أحلامهم صرعا
[٦] الوكل: البليد الذى يكل أمره إلى غيره.
[٧] الحول: البصير بالحيل وتحويل الأمور. والقلب: البصير بتقلب الأمور. والأريب: العاقل.