للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال فأفاق معاوية وقال: يا بنى إنّى صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج لحاجته، فاتبعته بإداوة [١] ، فكسانى أحد ثوبيه الذى يلى جلده، فخبّأته لهذا اليوم، وأخذ رسول الله عليه الصلاة والسلام من أظافره وشعره ذات يوم، فأخذته وخبّأته لهذا اليوم، فإذا أنا متّ فاجعل ذلك القميص دون كفنى ممّا يلى جلدى، وخذ ذلك الشعر والأظافر فاجعله فى فمى وعلى عينى ومواضع السجود منى، فإن نفع شى فذاك، وإلّا فإن الله غفور رحيم.

وهذه الرواية تدل على أن يزيد أدركه قبل وفاته، وقد قيل: إنه أوصى بها غير يزيد [٢] والله أعلم.

قال ابن الأثير: وتمثل معاوية عند موته بشعر الأشهب بن زميلة [٣] النّهشلى [٤] :


[١] الإداوة: إناء صغير من جلد.
[٢] ذكر الطبرى فى إحدى روايات تاريخه ج ٤ ص ٢٤٢ أن معاوية مات ويزيد بحوارين.
وكانوا اكتبوا إليه حين مرض، فأقبل وقد دفن، فأتى قبره فصلى عليه ودعا له، ثم أتى منزله، وانظر ما يأتى.
[٣] كذا جاء فى المخطوطة والكامل لابن الأثير «زميله» بالزاى، كما نص عليه العينى فى شواهده الكبرى ج ١ ص ٤٨٢ تابعا للمرزبانى فى معجم الشعراء، وفى أكثر الكتب «رميلة» بالراء، كما نص عليه صاحب خزانة الأدب ج ٢ ص ٥٠٩ وتراه فى تاريخ الطبرى وأمالى القالى وسمط اللالى والبيان والتبيين والحيوان، وانظر ترجمة الأشهب بن رميلة فى الأغانى ج ٩ ص ٢٦٩ (طبع دار الكتب المصرية) والإصابة ج ١ ص ١٠٧.
[٤] قال الطبرى فى تاريخه ج ٤ ص ٢٤١: شعر الأشهب بن رميلة النهشلى يمدح به القباع.