للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال له هانئ وما ذاك؟ فذكر له خبر مسلم بن عقيل، وأنه فى داره، فأنكر ذلك، وطال بينهما النزاع، فاستدعى عبيد الله مولاه الذى كان يأتيهم، فجاء فوقف بين يديه، فقال: أتعرف هذا فقال نعم. وعلم هانئ أنه كان عينا عليهم، فسقط فى يده ساعة، ثم راجعته نفسه فقال: «اسمع منى وصدقنى، فو الله لا أكذبك، والله ما دعوته ولا علمت بشىء من أمره حتى رأيته [جالسا] [١] على بابى يسألنى النزول علىّ، فاستحييت من ردّه ودخلنى من ذلك ذمام، فأدخلته دارى وضفته، وقد كان من أمره الذى بلغك، فإن شئت أعطيتك الآن موثقا تطمئن إليه، ورهينة تكون فى يدك حتّى أنطلق وأخرجه من دارى وأعود إليك» فقال: لا والله لا تفارقنى أبدا حتّى تأتينى به. قال: لا آتيك بضيفى لتقتله أبدا، فقال ابن زياد: والله لتأتينّى به أو لأضربنّ عنقك. قال إذا والله تكثر البارقة [٢] حول دارك. فقال: أبالبارقة تخوفنى؟!.

وقيل إن هانئا لما رأى ذلك اللعين قال: أيها الأمير إنه قد كان الذى بلغك، ولم أضيع يدك عندى، فأنت آمن وأهلك فسر حيث شئت، فأطرق عبيد الله عند ذلك ومهران [٣] قائم على رأسه، فقال وا ذلاه! هذا الحائك يؤمنك فى سلطانك! فقال: خذه، فأخذ مهران ضفيرتى هانئ، وأخذ عبيد الله القضيب ولم يزل يضرب به أنفه وجبينه وخديه حتى كسر أنفه، وسيّل الدّماء على ثيابه، ونثر لحم


[١] ثبتت هذه الكلمة فى النسخة (ن) ، ولم تثبت فى النسخة (ك) .
[٢] البارقة: السيوف.
[٣] مهران الترجمان كان له تأثير فى عبيد الله بن زياد.