للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خديه وجبينه على لحيته حتى كسر القضيب، وضرب هانئ يده إلى قائم سيف شرطى وجبذه فمنع منه، فقال عبيد الله: أحرورى [١] ! أحللت بنفسك وحل لنا قتلك، ثم أمر به فألقى فى بيت وأغلق، فقام إليه أسماء بن خارجة وقال: «يا غادر أرسله؛ أمرتنا أن نجيئك بالرجل فلما أتيناك به هشمت وجهه، وسيّلت دمه، وزعمت أنك تقتله» . فأمر به عبيد الله فلهز وتعتع [٢] ثم ترك فجلس [٣] .

وأما ابن الأشعث فقال: رضينا بما رأى الأمير، لنا كان أو علينا.

وبلغ عمرو بن الحجاج أن هانئا قد قتل، فأقبل [فى [٤]] مذحج حتّى أحاطوا بالقصر، ونادى: «أنا عمرو بن الحجاج، هذه فرسان مذحج ووجوهها، لم نخلع طاعة، ولم نفارق جماعة. فقال ابن زياد لشريح القاضى: «ادخل على صاحبهم، فانظر إليه، ثم اخرج إليهم فأعلمهم أنه حى [لم يقتل وأنك قد رأيته [٥]] فدخل عليه، وخرج إليهم فقال. قد نظرت إلى صاحبكم وأنه حىّ لم يقتله، فقالوا: إذ لم يقتله فالحمد لله، ثم انصرفوا.


[١] نص لفظ عبيد الله «أهرورى» بالهاء بدلا من الحاء، كما ذكره الجاحظ فى البيان والتبين ج ١ ص ٧٢ وذكر فى مواضع من هذا الكتاب وابن قتيبة فى المعارف أن عبيد الله كان خطيبا على لكنة كانت فيه، لأنه نشأ فى الأساورة- وهم قوم من العجم نزلوا البصرة قديما- مع أمه مرجانة، وكان زياد قد زوجها من شيرويه الأسوارى ودفع إليها عبيد الله.
[٢] اللهز: الدفع والضرب. والتعتعة: التحريك بعنف.
[٣] كذا جاء فى لأصل موافقا لما فى الكامل، وجاء فى تاريخ الطبرى: «فحبس» .
ومما يذكر أن عبد الله بن زياد تزوج هند بنت أسماء بن خارجة كما فى الأغانى ج ١٨ ص ١٢٨.
[٤] ثبتت هذه الكلمة فى النسخة (ن) ، وسقطت من النسخة (ك) .
[٥] الزيادة من تاريخ الطبرى ج ٤ ص ٢٧٤.