للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أنا مسلم بن عقيل، كذبنى هؤلاء القوم وغرّونى. قالت: ادخل؛ فأدخلته بيتا فى دارها [غير البيت الذى تكون فيه] [١] وعرضت عليه العشاء فلم يتعشّ، وجاء ابنها فرآها تكثر الدخول فى ذلك البيت، فسألها، فلم تخبره، فألحّ عليها، فأخبرته، واستكتمته وأخذت عليه الأيمان بذلك.

قال [٢] : وأمّا ابن زياد، فلما سكنت [٣] الأصوات قال لأصحابه:

انظروا هل ترون منهم أحدا؟ فنظروا فلم يروا أحدا، فنزل إلى المسجد قبل العتمة [٤] ، وأجلس أصحابه حول المنبر، وأمر فنودى:

«برئت الذمة من رجل من الشّرط والعرفاء والمناكب والمقاتلة صلّى العتمة [٥] إلا فى المسجد، فامتلأ المسجد، فصلّى بالناس، ثم قام فحمد ثم قال: «أمّا بعد، فإن ابن عقيل السّفيه الجاهل قد أتى ما رأيتم من الخلاف والشّقاق، فبرئت الذمّة من رجل وجدناه فى داره، ومن أتانا به فله ديته» وأمرهم بالطاعة ولزومها، وأمر الحصين ابن تميم أن يمسك أبواب السكك، ثم يفتش الدّور.

وأصبح ابن زياد فجلس، فأتى بلال إلى عبد الرحمن بن محمد ابن الأشعث وأخبره بمكان ابن عقيل، فأتى عبد الرحمن أباه وهو عند ابن زياد فسارّه بذلك، فأخبر محمد ابن الأشعث ابن زياد، فقال له: قم فأتنى به الساعة؛ وبعث معه عمرو بن عبيد الله بن عباس


[١] الزيادة من تاريخ الطبرى ج ٤ ص ٢٧٨.
[٢] ابن الأثير فى الكامل ج ٤ ص ٢٧٢.
[٣] كذا جاء بالنون فى النسخة (ك) ، وجاء «سكتت» بالتاءين فى النسخة (ن) .
[٤] عتمة الليل: ظمته.
[٥] كانت الأعراب يسمون صلاة العشاء «صلاة العتمة» تسمية بالوقت.