للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعبّأ الحسين أصحابه بالغداة [١] ، وكان معه اثنان وثلاثون فارسا وأربعون راجلا، فجعل زهير بن القين فى ميمنته، وحبيب بن مظهّر [٢] فى ميسرته، وأعطى رايته العبّاس أخاه، وأمر بحطب وقصب فألقى فى مكان مخفض من ورائهم كأنه ساقيه [٣] كانوا عملوه [٤] فى ساعة من الليل، وأضرم فيه نارا، لئلّا يؤتوا من ورائهم، فنفعهم ذلك.

وجعل عمر بن سعد على ميمنته عمرو بن الحجاج الزّبيدى، وعلى ميسرته شمر بن ذى الجوشن، وعلى الخيل عزرة بن قيس الأحمسى، وعلى الرجال شبث بن ربعىّ، وأعطى الراية ذويدا [٥] مولاه، وجعل على ربع المدينة عبد الله بن زهير الأزدى، وعلى ربع ربيعة وكندة قيس بن الأشعث بن قيس، وعلى ربع مذحج وأسد عبد الرحمن بن أبى سبرة الحنفى، وعلى ربع تميم وهمدان الحرّ بن يزيد الرّياحى..

فشهد هؤلاء كلّهم مقتل الحسين إلا الحرّ بن يزيد. فإنه عدل إلى الحسين وقتل معه على ما نذكره.

قال: ولما أقبلوا إلى الحسين أمر بفسطاط فضرب، ثم أمر


[١] كذا جاء فى المخطوطة وجاء فى تاريخ الطبرى ج ٤ ص ٣٢٠ «وصلى بهم صلاة الغداة» .
[٢] اختلفت الكتب فى كتابة هذا الاسم انظر ما سبق، وتاريخ الطبرى والإصابة ج ١ ص ٣٧٣، ٥٢٧.
[٣] لم ينقط فى المخطوطة الحرفان الأخيران من هذه الكلمة، وجاء فى تاريخ الطبرى والكامل ج ٣ ص ٢٨٦: «ساقية» وقد تكون: «ساقته» والساقة: مؤخر الجيش.
[٤] حفروه فى ساعة من الليل فجعلوه كالخندق.
[٥] كذا جاء الاسم فى المخطوطة وتاريخ الطبرى: «ذريدا» وجاء فى الكامل:
«دريدا» .