للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

به، فوثبت عليه الجلاوزة [١] فأخذوه، فنادى بشعار الأزد «يا مبرور» فوثبت إليه فئة من الأزد، فانتزعوه، وأتوابه أهله، فأرسل إليه من أتاه به فقتله، ثم أمر بصلبه فى السّبخة [٢] فصلب.

قال: وأمر ابن زياد برأس الحسين فطيف به فى الكوفة.

قال: ثم أرسل ابن زياد رأس الحسين ورؤوس أصحابه مع زحر بن قيس إلى يزيد بن معاوية ومعه جماعة، وقيل: مع شمر وجماعة، وأرسل معهم النساء والصبيان، وفيهم على بن الحسين، وقد جعل ابن زياد الغلّ فى يديه وعنقه، وحملهم على الأقتاب، فلم يكلمهم علىّ فى الطريق، فدخل زحر بن قيس على يزيد فقال له:

ما وراءك ويلك وما عندك؟ قال: أبشر يا أمير المؤمنين بفتح الله عليك ونصره، ورد علينا الحسين بن علىّ فى ثمانية عشر من أهل بيته وستين من شيعته، فسرنا إليهم فسألناهم أن يستسملوا وينزلوا على حكم الأمير عبيد الله بن زياد أو القتال، فاختاروا القتال، فغدونا عليهم مع شروق الشمس فأحطنا بهم من كل ناحية، حتّى أخذت السيوف مأخذها من هام القوم، فجعلوا يهربون إلى غير وزر [٣] ، ويلوذون منا بالآكام والحفر لو اذا [٤] كما لاذ الحمائم من صقر، فو الله يا أمير المؤمنين ما كان إلا جزر جزور [٥] ، أو نومة قائل [٦] حتى أتينا


[١] الجلاوزة: الشرطة.
[٢] السبخة: موضع بالبصرة.
[٣] الوزر: الملجأ.
[٤] لوادا: التجاء.
[٥] الجزر: النحر، والجزور: الفتى من الإبل.
[٦] القائل: النائم وقت الظهيرة.