للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نفلّق هاما [١] من رجال أعزّة ... علينا وهم كانوا أعقّ وأظلما [٢]

فقال أبو برزة الأسلمى: «أتنكت بقضيبك فى ثغر الحسين؟

أما لقد أخذ قضيبك فى ثغره مأخذا لربّما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرشفه، أما إنك يا يزيد تجئ يوم القيامة وابن زياد شفيعك ويجئ هذا ومحمد شفيعه!» ثم قام فولّى. فقال يزيد: يا حسين والله لو أنى صاحبك ما قتلتك، ثم قال: «أتدرون من أين أتى هذا؟

قال: أبى خير من أبيه، وأمى فاطمة خير من أمه، وجدّى رسول الله خير من جده، وأنا خير منه، وأنا أحق بهذا الأمر منه. فأما قوله:

أبوه خير من أبى فقد حاجّ أبى أباه إلى الله وعلم الناس أيّهما حكم له، وأما قوله: أمى خير من أمه فلعمرى فاطمة بنت رسول الله خير من أمى، وأما قوله جدّى رسول الله خير من جده، فلعمرى ما أحد يؤمن بالله واليوم الآخر يرى لرسول الله فينا عدلا ولا ندّا، ولكنه إنما أتى من قبل فقهه، ولم يقرأ قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ

[٣] .

قال: ثم أدخل نساء الحسين عليه والرأس بين يديه، فجعلت فاطمة وسكينة ابنتا الحسين تتطاولان لتنظرا إلى الرأس، وجعل يزيد يتطاول ليستر عنهما الرأس، فلما رأين الرأس صحن، فصاح نساء يزيد وولولن وبنات معاوية، فقالت فاطمة بنت الحسين،


[١] الهام: مفرده هامة، وهى الرأس.
[٢] أنظر المفضلية ١٢ من المفضليات والحماسة بشرح المرزوقى ج ١ ص ١٩٩، ٣٩١ والأغانى ج ١٤ ص ٧ والشعر والشعراء ج ٢ ص ٦٣٠ والمؤتلف والمختلف ص ٩١ وخزانة الأدب ج ٢ ص ٧.
[٣] من الآية ٢٦ فى سورة آل عمران.