للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فسطاط مسلم إلّا نحو عشرة أذرع، وقتل معه زيد بن عبد الرحمن بن عوف، وأقبلت خيل مسلم ورجالته نحو ابن الغسيل، فحرض ابن الغسيل أصحابه، فنهضوا واقتتلوا أشدّ قتال، وأخذ ابن الغسيل يقدّم بنيه واحدا واحدا، حتّى قتلوا بن يديه، ثم قتل وقتل معه أخوه لأمه محمد ابن ثابت بن قيس بن شماس، وعبد الله بن زيد بن عاصم، ومحمد بن عمرو بن حزم الأنصارى. وانهزم الناس.

وأباح مسلم بن عقبة المدينة ثلاثا، يقتلون الناس، ويأخذون المتاع والأموال، فسمّى مسلم بعد وقعة الحرة [١] مسرفا» .

وقيل إن مسلما لمّا نزل بأهل المدينة خرج إليه أهلها بجموع كثيرة وهيئة حسنة، فهابهم أهل الشام، وكرهوا قتالهم، [فلما رآهم مسلم سبّهم وذمهم وحرّضهم، وكان شديد الوجع، فقاتلوا، فبينما أهل المدينة فى قتالهم] [٢] إذ سمعوا التكبير من خلفهم من جوف المدينة، وكان سببه أن بنى حارثة أدخلوا أهل الشام المدينة، فانهزم الناس، فكان من أصيب فى الخندق أكثر ممّن قتل.

ودعا مسلم الناس إلى البيعة ليزيد على أنهم خول [٣] له يحكم فى دمائهم وأموالهم وأهليهم ما شاء، فمن امتنع من ذلك قتله.

وأتى يومئذ بعمرو بن عثمان بن عفان، وكان ممّن لم يخرج مع


[١] انظر قول على بن عبد الله بن عباس:
هموا منعوا ذمارى يوم جاءت ... كتائب مسرف وبنوا للكيعة
[٢] ثبتت هذه الزيادة فى النسخة (ن) مثل تاريخ الطبرى فى ج ٤ ص ٣٨١ وسقطت من النسخة (ك) .
[٣] الخول: العبيد ونحوهم.