للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بنى أميّة، فقال مسلم: يا أهل الشام تعرفون هذا؟ قالوا: لا؛ قال:

هذا الخبيث ابن الطيب، هذا عمرو بن عثمان، هى يا عمرو إذا ظهر [١] أهل المدينة قلت أنا رجل منكم، وإن ظهر أهل الشام قلت أنا ابن أمير المؤمنين عثمان» ، وأمر به فنتفت لحيته، ثم خلّى سبيله.

وكانت وقعة الحرّة لليلتين بقيتا من ذى الحجة سنة ثلاث وستين.

وقتل مسلم جماعة من أهل المدينة صبرا، فكان منهم على ما ذكر ابن إسحاق والواقدى وويثمة وغيرهم: الفضل بن العباس ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وأبو بكر بن عبد الله بن جعفر بن أبى طالب، وأبو بكر بن عبيد الله بن عمر بن الخطاب، ويعقوب ابن طلحة بن عبيد الله، وعبد الله بن زيد بن عاصم، ومعقل ابن سنان الأشجعى، ومحمد بن أبى الجهم بن حذيفة العدوى، وقتل أيضا صبرا ابنا زينب بنت أم سلمة ربيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهما [٢] ابنا عبد الله [٣] بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد ابن عبد العزّى بن قصىّ، ولما قتلا حملا إلى أمهما فوضعا بين يديها، فاسترجعت [٤] وقالت: والله إنّ المصيبة علىّ فيهما لكبيرة، وهى علىّ فى هذا أكبر منها فى هذا، أما هذا فجلس فى بيته وكفّ


[١] ظهر: غلب.
[٢] ولدت زينب بنت أبى سلمة بأرض الحبشة، وتزوج النبى صلى الله عليه وسلم أمها- أم سلمة- وهى ترضعها، فكانت ربيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الذى سماها «زينب» ، وكانت من أفقه نساء زمانها.
[٣] كان عبد الله ابن أخت «أم سلمة» .
[٤] استرجعت: قالت إنا لله وانا إليه راجعون.