للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم سار ابن خازم إلى مرو فقاتله سليمان بن مرثد أياما، فقتل سليمان، ثم سار بن خازم إلى عمرو بن مرثد وهو بالطّالقان فاقتتلوا فقتل عمرو بن مرثد، وانهزم أصحابه، فلحقوا بهراة بأوس بن ثعلبة، ورجع ابن خازم إلى مرو.

وهرب من كان بمرو الرّوذ من بكر بن وائل إلى هراة، وانضمّ إليها من كان بكور خراسان من بكر، فكثر جمعهم، وقالوا لأوس ابن ثعلبة: نبايعك على أن تسير إلى ابن خازم وتخرج مضر من خراسان، فأبى عليهم [١] فهمّوا [٢] بمبايعة غيره، فأجابهم، فبايعوه، فسار إليهم ابن خازم فنزل على واد بينه [٣] وبين هراة، فأشار البكريّون بالخروج من هراة وعمل خندق، فقال أوس:

بل نلزم المدينة فإنها حصينة، وأطاول ابن خازم ليضجر ويعطينا ما نريد، فأبوا عليه، وخرجوا فخندقوا خندقا [٤] . وقاتلهم ابن خازم نحو سنة.

فنادى هلال الضّبىّ وهو من أصحابه فقال: «إنما تقاتل إخوتك وبنى أبيك، فإن نلت منهم الذى تريد فما فى العيش خير، فلو أعطيتهم شيئا يرضون به، وأصلحت هذا الأمر!» فقال: والله لو خرجنا إليهم عن خراسان ما رضوا [٥] » ! فقال هلال: لا والله


[١] فقال لهم: هذا بغى، وأهل البغى مخذولين، أقيموا مكانكم هذا، فإن ترككم ابن خازم، وما أراه يفعل، فارضوا بهذه الناحية، وخلوه وما هو فيه.
[٢] قال له بنو صهيب: لا والله لا نرضى أن نكون نحن ومضر فى بلد، وقد قتلوا بنى مرثد، فإذ أجبتنا إلى هذا وإلا أمرنا علينا غيرك.
[٣] عبارة الطبرى: «بين عسكره وبين هراة» .
[٤] عبارة الطبرى «وخرجوا من المدينة فخندقوا خندقا» .
[٥] زاد الطبرى «ولو استطاعوا أن يخرجوكم من الدنيا لأخرجوكم» .