للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لا أقاتل معك أنا ولا رجل يطيعنى حتى تعذر إليهم! قال. فأنت رسولى إليهم فأرضهم.

فأتى هلال إلى أوس بن ثعلبة، فناشده الله والقرابة فى نزار، وأن يحفظ دماءها، فقال: هل لقيت بنى صهيب: قال: لا، قال:

فالقهم. وبنو صهيب هم موالى بنى جحدر، وهم الذين ألزموا أوس ابن ثعلبة بالقتال، فخرج هلال من عند أوس فلقى جماعة من رؤساء أصحابه، فأخبرهم ما أتى له، فقالوا له: هل لقيت بنى صهيب؟ فقال: لقد عظم أمر بنى صهيب عندكم! فأتاهم يكلّمهم، فقالوا: والله لولا أنك رسول لقتلناك. قال: فما يرضيكم شىء؟

قالوا: «واحد من اثنين [١] ؛ إما أن تخرجوا من خراسان [٢] ، وإما أن تقيموا وتخرجوا لنا كل سلاح وكراع وذهب وفضة» .

فرجع هلال إلى ابن خازم، فقال: ما عندك؟ فأخبره [٣] الخبر فقال: إن ربيعة لم تزل غضابا على ربّها منذ بعث نبيه من مضر!.

وأقام ابن خازم يقاتلهم، فلما طال مقامه ناداهم يوما؛ يا معشر ربيعة، أرضيتم بنى من خراسان بخندقكم؟! فأحفظهم ذلك، فتنادوا للقتال، فنهاهم أوس عن الخروج بجماعتهم، فعصوه، وخرجوا، فقاتلوا ساعة، ثم انهزموا، حتّى انتهوا إلى خندقهم، وتفرّقوا يمينا وشمالا، وسقطوا فى الخندق، وقتلوا قتلا ذريعا، وهرب أوس بن ثعلبة وبه جراحات، وحلف ابن خازم لا يؤتى بأسير


[١] فى تاريخ الطبرى: «واحدة من اثنين» .
[٢] زاد الطبرى قولهم: «ولا يدعو فيها لمضر داع» .
[٣] وقال له: «وجدت إخوانا قطعا للرحم» .