للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رفعت له كفّى بعضب «١» مهنّد ... حسام كلون الملح «٢» ذى رونق عضب

فتعاقد سبعة «٣» عشر من بنى عوف على الطلب بدم بكير، فخرج فتى منهم يقال له شمردل «٤» من البادية حتى قدم خراسان، فرأى بحيرا واقفا، فحمل عليه فطعنه فصرعه، وظنّ أنه قتله، وركض، فعثر به فرسه فسقط عنه فقتل. وخرج صعصعة بن حرب العوفى من البادية، ومضى إلى سجستان، فجاور قرابة لبحير مدة، وادّعى أنه من بنى حنيفة من اليمامة، وأطال مجالستهم حتى أنسوا به، ثم قال لهم: إن لى بخراسان ميراثا فاكتبوا لى إلى بحير كتابا ليعيننى على حقّى. فكتبوا له، وسار فقدم على بحير فأخبره أنّه من من بنى حنيفة وأنّ له مالا بسجستان وميراثا بمرو، وقدم ليبيعه «٥» ويعود إلى اليمامة. فأنزله بحير، وأمر له بنفقة، ووعده المساعدة.

وكان بحير قد حذر، فلما قال له: إنه من بنى حنيفة أمنه، وكان إذ ذاك فى الغزو مع المهلب. فقال له: أقيم معك حتى ترجع إلى مرو، فأقام شهرا يحضر معه باب المهلّب، فجاء صعصعة يوما وبحير عند باب المهلب وعليه قميص ورداء، فقعد خلفه، ودنا منه كأنه يكلّمه، فوجأه بخنجر معه فى خاصرته، فغيّبه فى جوفه.

ونادى يالثارات بكير! فأخذ وأتى به المهلب، فقال له: بؤسا لك!