ورنّة مثل زئير الأسد ... ولمع برق كسيوف الهند.
جاءت بها ريح الصّبا من نجد ... فانتثرت مثل انتثار العقد.
وراحت الأرض بعيش رغد ... من وشى أنوار الثّرى فى برد.
كأنما غدرانها فى الوهد ... يلعبن ترحابا بها بالرّند.
وقال أبو الحسن علىّ بن القاسم القاشانى من شعراء اليتيمة عفى عنه:
إذا الغيوم ارجحنّ باسقها ... وحفّ أرجاءها بوارقها،
وعبّيت للثّرى كتائبها ... وانتصبت وسطها عقائقها،
وجلجل الرعد بينها فحكى ... خفق طبول ألحّ خافقها،
وابتسمت فرحة لوامعها ... واختلفت عبرة حمالقها،
وقيل: طوبى لبلدة نتجت ... بجوّ أكنافها بوارقها.
أيّة نعماء لا تحلّ بها؟ ... وأىّ بأساء لا تفارقها؟
وقال القاضى التّنوخىّ:
سحاب أتى كالأمن بعد تخوّف ... له فى الثّرى فعل الشّفاء بمدنف.
أكبّ على الآفاق إكباب مطرق ... يفكّر أو كالنّادم المتلهف.
ومدّ جناحيه على الأرض جانحا ... فراح عليها كالغراب المرفرف.
غدا البرّ بحرا زاخرا وانثنى الضّحى ... بظلمته فى ثوب ليل مسجّف.
فعبّس عن برق به متبسّم ... عبوس بخيل فى تبسّم معتف.
تحاول منه الشمس فى الجوّ مخرجا ... كما حاول المغلوب تجريد مرهف.