للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال ابن الرومىّ:

سحائب قيست بالبلاد فألفيت ... غطاء على أغوارها ونجودها.

حدتها النّعامى مقبلات فأقبلت ... تهادى رويدا سيلها كركودها.

وقال أبو هلال العسكرىّ:

وبرق سرى، واللّيل يمحى سواده ... فقلت: سوار فى معاصم أسمرا!

وقد سدّ عرض الأفق غيم تخاله ... يزرّ على الدّنيا قميصا معنبرا.

تهادى على أيدى الحبائب والصّبا ... كخرق من الفتيان نازع مسكرا.

تخال به مسكا وبالقطر لؤلؤا ... وبالرّوض ياقوتا وبالوحل عنبرا.

سواد غمام يبعث الماء أبيضا ... وغرّة أرض تنبت الزّهر أصفرا.

أتتك به أنفاس ريح مريضة ... كمفظعة رعناء تستاق عسكرا.

فألقى على الغدران درعا مسرّدا ... وأهدى إلى القيعان بردا محبّرا.

تخال الحيا فى الجوّ درّا منظّما ... وفى وجنات الرّوض درّا منثّرا.

وأقبل نشر الأرض فى نفس الصّبا ... فبات به ثوب الهواء معطّرا.

إذا ما دعت فيه الرّعود فأسمعت ... أجاب حداة واستهلّ فأغزرا.

ويبكى إذا ما أضحك البرق سنّه ... فيجعل نار البرق ماء مفجّرا.

كأنّ به رؤد الشّباب خريدة ... قد اتّخذت ثنى السّحابة معجرا.

فثغر يرينا من بعيد تبلّجا ... ودمع يرينا من بعيد تحدّرا.