للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال أيضا «١» :

يا وليد الخنا «٢» تركت الطّريقا ... واضحا وارتكبت فجّا عميقا

وتماديت واعتديت وأسرف ... ت وأغويت وانبعثت فسوقا

أبدا هات ثم هات وهاتى ... ثم هاتى حتى تخرّ صعيقا

أنت سكران لا تفيق فماتر ... تق فتقا إلّا فتقت «٣» فتوقا

فأتت اليمانية يزيد بن الوليد بن عبد الملك فأرادوه على البيعة، فاستشار عمر بن زيد الحكمى، فقال له: لا يبايعك الناس على هذا، وشاور أخاك العباس؛ فإن بايعك لم يخالفك أحد، وإن أبى كان الناس له أطوع؛ فإن أبيت إلا المضىّ على رأيك فأظهر أنّ أخاك العباس قد بايعك.

وكان الشام وبيئا فخرجوا إلى البوادى، وكان العباس بالقسطل «٤» ويزيد بالبادية أيضا، فأتى يزيد العباس فاستشاره فنهاه عن ذلك، فرجع وبايع الناس سرّا، وبثّ دعاته، فدعوا الناس، ثم عاود أخاه العباس أيضا فاستشاره ودعاه إلى نفسه، فزبره «٥» ، وقال: إن عدت لمثل هذا لأشدّنّك وثاقا، ولأحملنّك إلى أمير المؤمنين.

فخرج من عنده، فقال العباس: إنّى لأظنّه أشأم مولود فى بنى مروان.