للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان مقتل جعفر فى ليلة السبت مستهل صفر سنة سبع وثمانين ومائة، وكان عمره سبعا وثلاثين سنة، وكانت الوزارة إليهم سبع عشرة سنة، ولما تكبوا قال الرّقاشى: وقيل إن الشعر لأبى نواس:

ألان استرحنا واستراحت مطينا «١» ... وأمسك من يحدى ومن كان يحتدى

فقل للمطايا قد أمنت من السرى ... وطيّ الفيافى فدفدا بعد فدفد

وقل للمنايا قد ظفرت بجعفر ... ولم «٢» تظفرى من بعده بمسوّد

وقل للعطايا بعد فضل تعطّلى ... وقل للرزايا كل يوم تجدّدى

ودونك سيفا برمكيّا مهنّدا ... أصيب بسيف هاشمى مهنّد

وروى أبو الفرج الأصفهانى أن الرّقاشى اجتاز بجعفر وهو مصلوب، فوقف يبكى أحرّ بكاء، ثم أنشأ يقول:

أما والله لولا خوف واش ... وعين للخليفة لا تنام

لطفنا حول جذعك واستلمنا ... كما للناس بالحجر «٣» استلام

فما أبصرت قبلك يا ابن يحيى ... حساما فلّه السيف الحسام

على اللذات والدنيا جميعا ... ودولة آل برمك السلام «٤»