للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحسن»

، وأم محمد- وهى حمدونة، وفاطمة، وأم أبيها، وأم سلمة، وخديجة، وأم القاسم، ورملة، وأم جعفر، والغالية، وريطة، كلهن لأمهات أولاد، والواحدة من بناته تعد عشرة من الخلفاء كلهم لها محرم هارون أبوها، والهادى عمها، والمهدى جدها، والمنصور جد أبيها، والسفاح عم جدها، والأمين والمأمون والمعتصم إخوتها، والواثق والمتوكل ابنا أخيها.

وكان نقش خاتمه: العظمة والقدرة لله، وقيل كن من الله على حذر. وزراؤه: يحيى بن خالد بن برمك ثم ابناه جعفر والفضل، ثم استوزر بعد البرامكة الفضل بن الربيع. قضاته: نوح بن دراج «٢» بالجانب الغربى، وحفص بن غياث بالشرقى. حاجبه: بشر مولاه، ثم محمد بن


فقصصتها عليه. فبكى بكاء كثيرا ثم قال: هذا أول مولود ولد لى، وكان أبى المهدى قد ذكر لى زبيدة أن يزوجنى بها، فنظرت إلى امرأة فتعلق قلبى بها فتزوجتها سرا من أبى، فأولدتها هذا المولود وأنفذت بهما إلى البصرة. ودفعت إليها هذا الخاتم وأشياء كثيرة، وقلت لها: اكتمى نفسك، فإذا بلغك أنى قد استخلفت فأتنى، فلما أفضت الخلافة إلى سألت عنها، فقيل لى إنهما ماتا، وما علمت أنه باق، فأين دفنته؟ فقلت فى مقبرة عبد الله بن مبارك، فقال إليك حاجة- وهى إذا كان بعد المغرب فقف بالباب. حتى أخرج إليك متنكرا وأمضى معك إلى قبره ففعلت فخرج والخدم حوله فدنا منّى حتى وضع يده فى يدى، فجئت به إلى قبره فما زال يبكى ليلته حتى أصبح، وهو يقول مع بكائه: يا بنى نصحت أباك حيا وميتا، فجعلت أبكى لبكائه رحمة له، ثم قال لى: قد أمرت لك بعشرة آلاف دينار، وأمرت أن تجرى عليك دائما، فإذا أنا مت أوصيت لك بها من يلى الأمر بعدى، وأن تجرى عليك وعلى وعقبك مهما كان لك عقب، فإن لك حقا بدفنك ولدى، فلما أراد أن يدخل الباب قال: انظر إلى ما أوصيك به إذا طلعت الشمس ففارقته ولم أعد إليه. (راجع تنبيه الغافلين لمؤلفه نصر بن محمد بن إبراهيم السمرقندى ص ٣٢٥، ص ٣٢٦، ٣٢٧- طبعة بولاق) .