مطيرة فبصر بها رجل فوثب عليها وافتضّها، فصاحت وقالت: لسعت. قيل أين؟
قالت: حيث لا يضع الراقى أنفه: يضرب لمن يقع في أمر لا حيلة له في الخروج منه.
وقولهم:«جعجعة ولا أرى طحنا» : يضرب لمن يعد ولا يفى.
وقولهم:«جرى منه مجرى اللّدود» وهو ما يصبّ في أحد شقّى الفم من الدواء، يضرب لمن يبغض ويكره.
وقولهم:«جماعة على أقذاء» . معناه اجتماع بالأبدان، وافتراق بالقلوب، وهو بمعنى قوله صلّى الله عليه وسلم «هدنة على دخن» : يضرب لمن يضمر أذى ويظهر صفاء.
وقولهم:«جار كجار أبى دؤاد» يعنون كعب بن مامة فإنه كان إذا جاوره رجل فإن مات وداه، وإن هلك له بعير أو شاة أخلف عليه، فضربت به العرب المثل في حسن الجوار، قال طرفة
إنّى كفانى من أمر هممت به ... جار كجار الحذّاقىّ الذى اتّصفا
والحذاقىّ هو أبو دؤاد.
وقولهم:«جدع الحلال أنف الغيرة» قاله رسول الله صلّى الله عليه وسلم ليلة زفت فاطمة إلى علىّ رضى الله عنهما.
وقولهم:«جوّع كلبك يتبعك» . أوّل من قال ذلك ملك من ملوك حمير كان جائرا على أهل مملكته يسلبهم ما في أيديهم وإن امرأته سمعت صوت السؤّال