للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عشرة آلاف، وسار إلى الشام وجعل طريقه على الموصل.

فنزل أبو الأغرّ بالقرب من حلب «١» ، فكبسهم القرمطى صاحب الشامة «٢» فقتل منهم خلقا كثيرا. ودخل أبو الأغر حلب فى ألف رجل وذلك فى شهر رمضان، وسار القرمطى إلى باب حلب فحاربه أبو الأغرّ بمن بقى معه وأهل البلد، فرجع عنهم. وسار المكتفى حتى نزل الرّقّة، وسيّر الجيوش إليه وجعل أمرهم إلى محمد بن سليمان الكاتب، وكان للقرامطة حروب كثيرة ووقائع نذكرها- إن شاء الله تعالى- فى أخبارهم «٣» .

وفيها أراد المكتفى البناء بسامرّاء، وخرج إليها ومعه الصناع فقدّروا ما تحتاج إليه فكان ما لا جزيلا، فعظّم الوزير ذلك عليه وصرفه عنها، ورجع إلى بغداد.. وحجّ بالناس الفضل بن عبد الملك بن عبد الله بن عبيد الله العباسى.

ودخلت سنة إحدى وتسعين ومائتين: فى هذه السنة سار من طرسوس غلام زرافة «٤» نحو بلد الروم ففتح مدينة أنطاكية عنوة بالسيف؛ فقتل خمسة آلاف وأسر نحوهم، واستنقذ من الأسارى خمسة آلاف، وأخذ لهم ستين مركبا حمّلها ما غنم من الأموال، وقدّر نصيب كلّ رجل فكان ألف دينار.