وفيها مات الوزير القاسم بن عبيد الله بن سليمان «١» . وحج بالناس فى هذه السنة الفضل بن عبد الملك.
ودخلت سنة اثنتين وتسعين ومائتين: فى هذه السنة انقرضت الدولة الطولونية، واستولى المكتفى بالله على ما بأيديهم بمصر والشام.
وأرسل محمد بن سليمان الكاتب إلى مصر بمواطأة قوّاد هارون بن خمارويه فتوجّه، وقاتله هارون فقتل هارون، واستولى ابن سليمان على مصر، على ما نذكر ذلك مبيّنا- إن شاء الله تعالى- فى أخبار الدولة الطولونية.
قال»
: وكتب ابن سليمان بالفتح إلى المكتفى بالله، فأمر باشخاص آل طولون إلى بغداد ففعل ذلك، وولى معونة مصر عيسى النّوشرى. ثم ظهر بمصر رجل يعرف بالخليجى «٣» - وهو من قواد الدولة الطولونية- فخالف على الخليفة وكثر جمعه، وعجز النّوشرىّ عنه فتوجّه إلى الإسكندرية، ودخل إبراهيم الخليجى مصر. فسيّر إليه المكتفى الجنود مع فاتك «٤» - ولى المكتفى- وبدر الحماص، فساروا فى شوّال فوصلوا حدود مصر