الله بن المعتز ووصفه بالعقل والرأى والأدب، واستشار بعده أبا الحسن بن الفرات «١» فامتنع، وقال: هذا شىء ما جرت عادنى أشير به، وإنما أشاور فى العمال لا فى الخلفاء! فغضب الوزير وقال: هذه مقاطعة وليس يخفى عليك الصحيح! وألحّ عليه فقال: إن كان رأى الوزير قد استقرّ على أحد فليفعل.
فعلم أنه عنى ابن المعتز لاشتهار خبره، فقال الوزير: لا أقنع إلا أن تمحضنى «٢» النصيحة! وألحّ عليه فقال ابن الفرات: فليتّق الله الوزير ولا ينصب إلا من قد عرفه واطّلع على جميع أحواله، ولا ينصب بخيلا فيضيّق على الناس ويقطع أرزاقهم، ولا طامعا فيشره فى أموالهم فيصادرهم ويأخذ أملاكهم وأموالهم، ولا قليل الدّين فلا يخاف العقوبة والآثام ويرجو الثّواب فيما يفعله، ولا من قد عرف دار هذا ونعمة هذا وبستان هذا وضيعة هذا وفرس هذا، ومن قد لقى الناس ولقوه وعاملهم وعاملوه وتحنّك وحسب حساب الناس وعرف وجوه دخلهم وخرجهم! فقال الوزير: صدقت ونصحت، فيمن تشير؟ قال:
أصلح الموجودين جعفر بن المعتضد بالله. قال: ويحك هو صبى! قال: إلا أنه ابن المعتضد، ولم نأتى برجل يباشر الأمور