بنفسه غير محتاج إلينا؟ فمالت نفس الوزير إلى ذلك، وانضاف إليه وصيّة المكتفى له بالأمر. فلما مات المكتفى بالله أرسل الوزير صافيا الحرمىّ «١» ليحدر المقتدر من داره الغربى.
فركب فى الحراقة «٢» وانحدر. فلما صارت الحرّاقة مقابل دار الوزير صاح غلمان الوزير بالملّاح ليدخل إلى دار الوزير، فظنّ صافى الحرمىّ أنه يريد القبض على جعفر وينصب فى الخلافة غيره، فمنع الملّاح من ذلك. وسار إلى دار الخلافة وأخذ له صافى البيعة على جميع الخدم وحاشية الدّار، ولقب نفسه المقتدر بالله ولحق الوزير به وجماعة الكتاب فبايعوه ثم جهزوا- جماعة الكتاب- المكتفى ودفنوه.
قال «٣» : وكان فى بيت المال حين بويع خمسة عشر ألف ألف دينار، فأطلق يد الوزير فى بيت المال فأخرج حقّ البيعة! قال: ثم استصغر الوزير المقتدر، فعزم على خلعه وتقليد الخلافة أبا عبد الله بن المعتمد على الله. فراسله فى ذلك واستقرّت الحال، وانتظر الوزير قدوم بارس «٤» حاجب إسماعيل صاحب