الخطوط وأراد إسقاطها، فخاف ذمّ الناس، فأنفذها للخاقانىّ فقال: كلّها خطّى وأنا أمرت بها فلما عاد الرسول إلى علىّ بن عيسى قال: والله لقد كذب، وقد علم المزوّر من غيره ولكنه اعترف بها لتحمده الناس ويذمونى! وأمر بإحراقها «١» ، وقال الخاقانىّ لولده: يا بنى، هذه ليست خطى ولكنه أنفذها إلىّ وقد عرف الصحيح من السقيم وأراد أن نأخذ الشّوك بأيدينا ويبغضنا إلى النّاس، وقد علمت مقصوده، وعكسته عليه! قال ابن الجوزىّ «٢» : وفيها لاثنتى عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الآخر ورد الخبر بانخساف جبل بالدّينور يعرف بالتل وخرج من تحته ماء كثير أغرق عدّة من القرى، ووصل الخبر بانخساف قطعة عظيمة من جبل لبنان وسقوطها فى البحر «٣» .
وفى هذه السنة خرج أهل صقيلة عن طاعة المهدىّ صاحب/ أفريقية، وخطب للمقتدر بالله بها. وكان الذى قام بهذه الدعوة أحمد بن قرهب، فسيّر إليه الخلع السّود والألوية، ثم خرج أهل الجزيرة عليه وقبضوه وبعثوه للمهدى فقتله. وحجّ بالناس فى هذه السنة الفضل بن عبد الملك.
ودخلت سنة إحدى وثلا ثمائة: وفى هذه السنة خلع المقتدر بالله على ابنه أبى العباس وقلّده أعمال مصر والمغرب وعمره أربع