بأخذ يوسف أموال الرىّ؛ فشغب الجند شغبا عظيما وخرجوا إلى المصلّى فالتمس الوزير من المقتدر إطلاق مائتى ألف دينار من بيت مال الخاصّة ليضيف إليها مائتى ألف دينار يحصّلها ويصرف الجميع فى أرزاق الجند، فاشتد ذلك على المقتدر وأرسل إليه:
إنك ضمنت أن ترضى جميع الأجناد وتقوم بجميع النفقات وتحمل بعد ذلك ما ضمنت حمله يوما بيوم وأراك الآن تطلب من بيت مال الخاصة! فاحتج بقلة/ الارتفاع وما أخذه! ابن أبى السّاج منه وما خرج على محاربته، فلم يسمع المقتدر حجّته وتنكّر له. وقيل كان سبب قبضه أن المقتدر قيل له إنّ ابن الفرات يريد إرسال الحسين بن حمدان لمحاربة ابن أبى الساج فإذا صار عنده اتفقا عليك. ثم إن ابن الفرات قال للمقتدر أن يرسل ابن حمدان لحربه فقتل ابن حمدان فى جمادى الأولى، وقبض ابن الفرات فى جمادى الآخرة.
قال:«١» وكان بعض العمال قد ذكر لابن الفرات ما يتحصّل لحامد بن العبّاس من أعمال واسط زيادة على ضمانه فاستكثره، وكاتبه فى ذلك، فخاف حامد أن يؤخذ ويطالب بالمال، فكتب «٢» إلى نصر الحاجب وإلى والدة المقتدر وضمن لهما مالا ليتحدّثا له فى الوزارة. فذكر للمقتدر حاله وسعة نفسه وكثرة أتباعه وأنّ له