أربعمائة مملوك يحملون السّلاح، ووافق ذلك نفرة المقتدر عن ابن الفرات فأمره بالحضور من واسط، فحضر وقبض على ابن الفرات وولده المحسن وأصحابهما وأتباعهما.
ولما وصل حامد إلى بغداد أقام ثلاثة أيام فى دار الخلافة، فكان يتحدّث مع النّاس ويضاحكهم ويقوم لهم، فبان للخدم وحاشية الدّار قلة معرفته بالوزارة، وقال له حاجبه/ يا مولانا.. الوزير يحتاج إلى لبسة وجلسة وعبسة! فقال له: تعنى أنه يلبس ويقوم ويقعد ولا يقوم لأحد ولا يضحك فى وجه أحد؟ قال نعم! قال حامد: إنّ الله تعالى أعطانى وجها طلقا وخلقا حسنا وما كنت بالذى أعبس وجهى وأقبّح خلقى لأجل الوزارة «١» ! فأمر المقتدر بإطلاق علىّ بن عيسى من محبسه، وجعله يتولى الدواوين شبه النائب عن حامد «٢» فكان يراجعه فى الأمور ويصدر عن رأيه.
ثم إنه استبد بالأمور دون حامد، ولم يبق لحامد غير اسم الوزارة ومعناها لعلى حتى قيل فيهما: