تتضمّن الشكوى من بنى جهير ويسأل عزل فخر الدولة عن الوزارة، فلما وصل إلى بغداد وأبلغ الخليفة الرسالة أمر فخر الدولة بلزوم داره واستوزر بعده أبا شجاع محمد بن الحسين! / قال:«١» ولما بلغ ابن جهير تغيّر نظام الملك عليه أرسل ابنه عميد الدولة إليه يستعطفه، فسار إليه قبل وصول كوهر آيين إلى بغداد، ولم يزل يستعطفه حتى عاد إلى ما ألفه منه وزوّجه بابنته. فعاد إلى بغداد فلم يردّ الخليفة أباه إلى الوزارة وأمرهما بملازمة منازلهما فأرسل نظام الملك إلى الخليفة فى إعادة بنى جهير إلى الوزارة فأعيد عميد الدولة إليها وأذن لأبيه فخر الدولة بفتح بابه، وذلك فى صفر سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة.
وفى سنة إحدى وسبعين وأربعمائة ملك تاج الدولة تتش بن ألب أرسلان دمشق على ما نذكره إن شاء الله تعالى فى أخبار الدولة السّلجقية.
وفى سنة أربع وسبعين وأربعمائة فى شوال توفى نور الدولة أبو الأغرّ دبيس بن على بن مزيد الأسدى، وولى بعده أبو كامل منصور ولقّب بهاء الدولة.
وفيها أرسل الخليفة الوزير فخر الدولة إلى السلطان ملكشاه بأصبهان يخطب ابنته للخليفة فسار إليه وخطبها، فتقررت القاعدة على أن يكون الحمل المعجل خمسين ألف دينار وأن لا يبقى الخليفة سرو لا زوجة غيرها فأجيب إلى ذلك.