ربيع الأول فى سنة خمس وخمسين وخمسمائة وقيل لليلتين خلتا من شهر رجب منها والله تعالى أعلم.
قال «١» : وكان للمقتفى حظية وهى أم ولده أبى على. فلما اشتدّ مرضه وأيست منه، أرسلت إلى جماعة من الأمراء وبذلت لهم الإقطاعات الكثيرة والأموال الجزيلة ليساعدوها على أن يكون ولدها الأمير أبو على خليفة فقالوا: كيف الحيلة مع ولى العهد؟ فقررت أنها تقبض عليه إذا دخل. وكان يدخل على أبيه فى كلّ يوم فقالوا:
لا بد لنا من أحد أرباب الدّولة فوقع اختيارهم على أبى المعالى بن الكيال الهراس «٢» فدعوه إلى ذلك فأجابهم على أن يكون وزيرا. فبذلوا له ما طلب. فلما استقرت القاعدة بينهم أحضرت عدّة من الجوارى وأعتطهن السكاكين وأمرتهن بقتل ولى العهد المستنجد بالله. وكان له خصىّ صغير يرسله فى كل وقت يتعرف أخبار والده فرأى الجوارى وبأيديهن السكاكين وبيد أبى على وأمه سيفين. فعاد إلى المستنجد وأخبره.
وأرسلت هى إلى المستنجد تقول: «إن والدك قد حضرته الوفاة فاحضر لتشاهده «فاستدعى أستاذ لدار عضد الدين، وأخذ معه جماعة من الفراشين، ودخل الدار وقد لبس الدّرع والسيف فى يده، فلما دخل ثار به الجوارى/ فضرب وحدة منهن فجرحها وجرح أخرى وصاح فدخل أستاذ الدار والفراشون فهرب الجوارى وأخذ أخاه