للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبا على وأمّه فسجنهما، وقتل من الجوارى وغرّق وجلس للمبايعة فبايعه أهله وأقاربه.

وأول من بايعه عمّه أبو طالب ثم أخوه أبو جعفر بن المقتفى وكان أكبر من المستنجد، ثم بايعه الوزير ابن هبيرة، وقاضى القضاة، وأرباب الدولة والعلماء. وخطب له فى يوم الجمعة، ونثرت الدنانير والدراهم.

قال ابن هبيرة الوزير عنه: إنه قال «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فى المنام منذ خمس عشرة سنة فقال لى: يبقى أبوك فى الخلافة خمس عشرة سنة فكان كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فى المنام «ثم قال» رأيته قبل موت المقتضى بأربعة أشهر، فدخل بى فى باب كبير ثم ارنقى إلى رأس جبل وصلّى بى ركعتين وألبسنى قميصا ثم قال لى: قل (أللهم اهدنى فيمن هديت) وذكر دعاء القنوت.»

قال: «١» ولما ولى المستنجد بالله أقر ابن هبيرة على وزارته، وأصحاب الولايات على ولاياتهم، وأزال المكوس والضرائب، وقبض على ابن المرخّم وأخذ منه مالا كثيرا وأخذ كتبه فأحرق منها ما كان من علوم الفلاسفة. وقدم عضد الدين ابن رئيس الرؤساء- وكان أستاذ الدار- فمكّنه وتقدّم إلى الوزير بأن يقوم له، وعزل قاضى القضاة على بن أحمد الدامغانى، ورتّب مكانه أبا جعفر عبد الواحد (الثقفى) وخلع عليه.