بالجزيرة فى شهر ربيع الأول سنة ثمان وثلاثين ومائة. فأتاه جماعة من رؤسائهم من أهل إشبيلية «١» ، ثم انتقل إلى كورة ريّة فبايعه إبراهيم بن شجرة عاملها «٢» . ثم سار إلى إشبيلية فبايعه أبو صالح يحيى بن يحيى، ونهض إلى قرطبة فبلغ خبره يوسف بن عبد الرحمن وكان غائبا عن قرطبة بنواحى طليطلة «٣» ، فأتاه الخبر وهو راجع إلى قرطبة فتراسل هو ويوسف فى الصلح فخادعه، فلم يشك أصحاب يوسف فى انتظام الصّلح وذلك فى يومين أحدهما يوم عرفة، فأقبل يوسف فى إعداد الطعام ليأكله الناس فى يوم الأضحى وعبد الرحمن يرتّب خيله ورجله وعبر النهر فى أصحابه.
وأنشب القتال ليلة الأضحى، وصبر الفريقان حتى ارتفع النهار، وركب عبد الرحمن على بغلة وأسرع القتل فى أصحاب يوسف فانهزم وظفر عبد الرحمن بن معاوية. ولما انهزم يوسف