عبوره فى ساحل تدمير «١» ، وكاتب سليمان بن يقظان بالدّخول معه، وكان سليمان ببرشلونة فلم يجبه، فاغتاظ الصقلبى وقصد بلده فيمن معه من البربر. فقصده سليمان والتقوا واقتتلوا، فهزمه سليمان، فعاد الصقلبى إلى تدمير، وجاء عبد الرحمن نحوه وأحرق السفن ليمنعه من الهرب، فقصد الصقلبى جبلا منيعا بناحية بلنسية «٢» . فبذل عبد الرحمن ألف دينار لمن يأتيه برأسه فاغتاله رجل من البربر وحمل رأسه إلى عبد الرحمن، فأعطاه ألف دينار، وكان قتله فى سنة اثنتين وستين ومائة.
وفى سنة اثنتين وستين ومائة أرسل عبد الرحمن شهيد بن عيسى إلى دحيّة الغسانى وكان عاصيا فى بعض حصون إلبيرة، فقتله وسير بدرا مولاه «٣» /إلى إبراهيم بن شجرة وكان قد عصى عليه فقتله. وسير تمّام بن علقمة إلى العباس البربرى- وهو فى جمع البربر وأظهر العصيان- فقتله وفرق جموعه.
وفيها سيّر جيشا مع حبيب بن عبد الملك القرشى إلى القائد السّلمى، وكان حسن المنزلة عند عبد الرحمن. فشرب ليلة وقصد باب