القنطرة ليفتحه على سكر، فمنعه الحرس فعاد. فلما صحا من سكره خاف فهرب إلى طليطلة واجتمع إليه كثير ممّن يريد الخلاف والثّمرّ فعاجله عبد الرحمن بإنفاذ الجيوش، فحصره فى مكان كان قد تحصّن به، فطلب السّلمى البراز فبرز إليه عبد أسود فاختلفا ضربتين فوقعا صريعين ومانا جميعا.
وفى سنة ثلاث وستين ومائة أظهر الأمير عبد الرحمن النّجهّز إلى الخروج لقصد الشام لطلب الثأر من بنى العباس فعصى عليه سليمان بن يقظان والحسين بن يحيى بن سعيد بن سعد بن عبادة الأنصارى بسرقسطة «١» واشتدّ أمرهما فرجع عن ذلك وترك ما كان أظهره منه.
وفى سنة خمس وستين ومائة غدر الحسين بن يحيى بسرقسطة ونكث، فسيّر إليه عبد الرحمن غالب بن تمام بن علقمة فى جند كثيف فاقتتلوا، فأسر جماعة من أصحاب الحسين فيهم ابنه عيسى، فسيّرهم إلى عبد الرحمن/ فقتلهم، وأقام غالب بن تمام بن علقمة يحاصر الحسين. ثم سار عبد الرحمن فى سنة ستّ وستين إلى سرقسطة فحصرها وضايقها ونصب عليها ستّة وثلاثين منجنيقا، فملكها عنوة وقتل الحسين أقبح قتلة، ونفى أهل سرقسطة منها ليمين كانت تقدّمت منه، ثم ردّهم إليها.