القاضى الرسالة قالوا: بالأمس يموت هشام وتصلّى عليه أنت وأميرك، واليوم يعيش وترجع الخلافة إليه! فاعتذر القاضى من ذلك.
ثم خرج أهل قرطبة بأجمعهم إلى سليمان فأكرمهم، وأحسن لقاءهم. ودخل سليمان القصر، وهرب ابن عبد الجبار فكانت مدة ولايته تسعة أشهر. واستنجز ابن مادوية البربر أن يعطوه الحصون التى شرطوها له فقالوا: ليست الآن بأيدينا فإذا عهد سلطاننا أنجزنا لك ما وافقناك عليه! ورحل يوم الإثنين لسبع بقين من شهر ربيع الأول.
قال: ثم فرّق سليمان العمال فى الولايات، وأنزل البربر بالزهراء، وأعاد المؤيد إلى السجن، وأنزل شنشول عن خشبته وأمر بغسله والصلاة عليه/ ودفنه، فدفن فى دار أبيه.
وأما المهدى محمد بن هشام فإنه هرب إلى طليطلة بعد اختفائه بقرطبة، فوصل فى أول جمادى الأولى فقبله أهلها أحسن قبول، وخالفوا هشام بن سليمان. فتأهب لقصد طليطلة. ورحل يوم الإثنين لإحدى عشرة خلت من جمادى الآخرة. فلما قرب منها أرسل الفقهاء إلى أهلها ليعذر إليهم فرجعوا بخلافهم، فسار إليهم.
وكان رجل يعرف بالقرشى الحرّانى قد جمع جموعا عظيمة ودعا لنفسه، فسرح إليه سليمان علىّ بن وداعة فى جيش كثيف فهزم جموع القرشى وأسره وأحضره إلى سليمان، فاعتقله ثم قتله.
قال: وتجاوز سليمان طليطلة رجاء أن برجعوا إلى الطاعة، ورحل إلى الثغر ونزل على مدينة سالم. ثم التحق بمحمد بن عبد الجبار