للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فى جماعة من العبيد، وانضم إليه ابن مسلمة صاحب الشرطة. وخرج واضح من مدينة سالم إلى طرطوشة وكتب إلى سليمان يرغب فى المعافاة من الخدمة ويكون فى ميورقة «١» مرابطا وينقطع عن الناس، وإنما يفعل ذلك تطمينا لسليمان حتى يحكم أمره. فأرسل سليمان إليه بالنظر فى سائر الثغر وجهاد العدوّ، فأخذ واضح فى الاتفاق مع الفرنج وشرط لهم ما أرادوه، واجتمعوا كلهم مع المهدى بطليطلة.

/ وبلغ سليمان ذلك فاستنفر الناس فاستعفاه أهل قرطبة، وذكروا عجزهم عن القتال فأعفاهم بشفاعة البربر. وخرج لقتال القوم، فالتقوا عند عقبة الثغر فى العشر الأخير من شوّال، فجعل البربر سليمان فى ساقتهم وجعلوا معه خيلا من المغاربة وقالوا له:

لا تبرح موضعك ولو وطئتك الخيل! ثم تقدموا فحملت! لفرنج عليهم حملة منكرة فأخرجوا لهم ليتمكنوا منهم، فرأى سليمان خيل الفرنج وقد خرقت صفوف البربر فلم يشك أن البربر قد اصطلمو «٢» ، فانهزم فيمن معه. ثم عطف البربر على الفرنج فقتلوا ملكهم أرمغند، وستين من وجوههم. ورأى البربر هزيمة سليمان فانحازوا إلى الزّهراء، ثر خرجوا منها ليلا. ومضى سليمان إلى مدينة شاطبة «٣» ، فكانت مدة ولاية سليمان سبعة أشهر.