للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إليه القلوب. فلما كان فى سنة ثلاث عشرة وأربعمائة ولى يحيى ابن علىّ الفاطمى قرطبة، وكان من أمره وأمر عمّه القاسم ما ذكرناه.

ثم إنّ أهل قرطبة أخرجوا القاسم بن حمّود فقصد مدينة إشبيلية ثم فارقها، وقصدها بعد ذلك يحيى بن علىّ المعتلى ونزل بقرمونة لحصار مدينة إشبيلية وكانت الرئاسة بها بين ثلاثة- كما ذكرنا ذلك- فاجتمع وجوه المدينة وفيهم حبيب ابن عامر القرشى ومحمد بن مرثم الإهابى ومحمد الزبيدى وغيرهم. وأتوا إلى أبى القاسم محمد بن إسماعيل وقالوا: ما ترى ما نحن فيه وما حلّ بنا من هذا الكافر وما أفسد من أموال الناس، فقم بنا نخرج إليه ونملكك ونجعل الأمر لك وننتصر لهشام! ففعل، وخرجوا لقتال يحيى بن على المعتلى، فركب إليهم وهو سكران فقتل كما قدّمنا. وملك محمد بن إسماعيل إشبيلية، وقالوا له: نخرج إلى قرمونة من قبل أن يسبقك إليها إسحاق ابن عبد الله البرزالى! فهمّ محمد بذلك فسبقه إسحاق وملكها، فكتب محمد إلى يحيى بن ذى النون الهوارى صاحب طليطلة يقول له: اخرج بعسكرك أو ابعث إلى بعسكر مع/ قائد من عندك حتى أخرج إسحاق بن عبد الله من قرمونة، وأنا أعينك على أخذ قرطبة وأجعلها لك ملكا! فلما وصل كتابه إلى المأمون خرج إليه بنفسه فى عسكر كبير، فاجتمعا ونزلا على قرمونة، وحاصراها وأخرجها عنها إسحاق. وأخذها محمد بن إسماعيل وأدخل ولده إليها، وسارا إلى قرطبة وحاصراها.